بنفسج

د.محمد الجلاد : جولات معرفية حبًا ونصرة للأقصى [2]

الخميس 26 يناير

تحدثنا في الجزء الأول عن الحب الأبدي الذي يربط الدكتور  محمد الجلاد بالمسجد الأقصى، وعلاقة الحب التي بدأت منذ نعومة أظفاره، وكيف وصل من زائر عادي لرحاب القدس إلى رجل يعرّف الناس على تاريخ المسجد الأقصى، ويروي حكاياته التاريخية، بحثا عن طرق لـنصرة المسجد الأقصى، ونكمل هنا عن المعرفة التي تتطورت بالدراسة والبحث والتقصي، حتى وصل إلى مرحلة تأليف الكتب في تاريخ المسجد الأقصى ، وسيشاركنا تجربته في تنشئة أطفاله على حب المسجد الأقصى، ونصرة القدس.

| المعرفة عن تاريخ المسجد الأقصى

 
 
وعن معرفته التي ازدادت ونمت حول المسجد الاقصى يقول الجلاد: "نمت معرفتي بالمسجد الأقصى أولًا على يد الدكتور ناجح بكيرات الذي تتلمذت على يديه في هذا الجانب، ونهلت من علمه الكثير.
 
 ثانيًا مطالعة الكتب ومنها دليل أولى القبلتين، وأطلس معالم المسجد الأقصى لعبد الله معروف، وأفضلها كان معالم المسجد الأقصى تحت المجهر للأستاذ إيهاب الجلاد وكتاب الطريق للقدس، هذه الكتب تخص بشكل أساسي معالم المسجد الأقصى".
 
 

وعن معرفته التي ازدادت ونمت حول المسجد الاقصى يقول الجلاد: "نمت معرفتي بالمسجد الأقصى أولًا على يد الدكتور ناجح بكيرات الذي تتلمذت على يديه في هذا الجانب، ونهلت من علمه الكثير، ثانيًا مطالعة الكتب ومنها دليل أولى القبلتين، وأطلس معالم المسجد الأقصى لعبد الله معروف، وأفضلها كان معالم المسجد الأقصى تحت المجهر للأستاذ إيهاب الجلاد وكتاب الطريق للقدس، هذه الكتب تخص بشكل أساسي معالم المسجد الأقصى. أما عن كيفية نصرة المسجد الأقصى فهناك كتب كثيرة لا تعد ولا تحصى".

يضيف: "إضافة إلى الكتب التحقت بالدورات التي كان لها دورًا كبيراً في تعزيز معرفتي وارتباطي بالمسجد الأقصى، والتي أدعو الناس لها مثل:  دورة المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى للدكتور عبد الله معروف، وكذلك دبلوم الدراسات المقدسية للبروفيسور عبد الفتاح عويس، وغيرها من البرامج الإلكترونية والدورات التي تقدمها مؤسسات عدة مثل مؤسسة القدس الدولية ، ومن هنا أقول أنا من أراد العمل للمسجد الأقصى عليه أن يتعلم أولًا عن المسجد الأقصى حتى يستطيع أن يعمل بالوجه الصحيح".


اقرأ أيضًا: خريطة طريق: كيف يتعلق طفلك بالمسجد الأقصى؟ [1]


إنه لرجل أحب ثم تعلم فازداد حبًا، وجاء الوقت الذي يجب أن يزكي علمه ويشاركه مع الناس وينشر ما تعلم ، لذلك كان له باع في التأليف أيضًا والكتابة عن المسجد الأقصى، فبدأ يخط بقلمه منذ العام 2010، ويتحدث عن ذلك قائلا لـــ "بنفسج": كانت كتاباتي متواضعة،  أوراق متفرقة عنوانها "كيف ننصر المسجد الأقصى المبارك؟" ولكن خلال تلك الفترة تم اعتقالي من قبل قوات الاحتلال، ولكن ذلك لم يكن عائقًا بل زاد من عزمي، فقررت أن أكمل المسير في عالم الكتابة".

يكمل: "وأنا في سجن النقب عزمت أن أطور وأنهي ما بدأت فاستذكرت ما كنت أكتب، وكثفت من اطلاعي، ونويت أن أُخرج الكتاب، فكان كتابًا قسمته إلى فصول كنت أكتبها على دفاتر وأخرجها مع من يخرج من الأسرى قبلي وعندما خرجت من السجن في عام 2011 جمعت الدفاتر وبيضتها ورتبتها، وأضفت لها الصور، وأخرجت أول كتاب لي بعنوان (كيف ننصر المسجد الأقصى المبارك؟)".

| دليلك إلى المسجد الأقصى المبارك؟

أما كتاب الجلاد الثاني وهو كتيب صغير من ٤٠ صفحة بعنوان (دليلك إلى المسجد الأقصى المبارك)، هو عبارى عن دليل لمن يريد زيارة المسجد الأقصى والتعرف على معالمه بشكل منفرد في حال عدم وجود مرشد. والكتاب الثالث يخبرنا عنه الجلاد: "ألفته في رمضان عام ٢٠١٥ بعنوان (كن أقصى يمشي على الأرض)، جاءتني فكرة تأليف الكتاب من حوار جرى أمامي بين أحد الشيوخ  وسائل له عن كيفية نصر المسجد الأقصى فأجاب الشيخ ب "كن أقصى يمشي على الأرض..".
 
لذلك استعرضت في الكتاب شرح هذه الجملة، فإن أردت نصرة الأقصى كن مقدسًا مثله، ثابتًا كصخرته شامخًا كمآذنه، وهو كتاب عزيز علي تبعًا لأنني ألفته في شهر مبارك واجتهدت فيه كثيرًا".

وعن كتابه الأول يقول الجلاد: "يحتوي الكتاب على عدة محاور، الأول كيف ننصر الأقصى في ميدان العلم، والثاني كيف ننصره في ميدان الدين والأخلاق والتربية، وغيرها من المحاور القانونية والاجتماعية ويمكن تلخيص فكرة الكتاب ، أن تهويد المسجد الأقصى والصراع عليه لا يرتبط بالمكان فقط بل بتشويه الزمان والإنسان، وبالتالي نحن إذا استطعنا أن نعالج التشويه الذي يجريه الاحتلال على الزمان من خلال تلاعبه بالرواية التاريخية، وأن نعالج التشويه الذي يجري على الإنسان عبر تقويم الخلق والتربية والحفاظ على الهوية الإسلامية والفلسطينية، يمكننا نصر المسجد الاقصى وحمايته وتحريره فيما بعد".

أما كتاب الجلاد الثاني وهو كتيب صغير من ٤٠ صفحة بعنوان (دليلك إلى المسجد الأقصى المبارك)، هو عبارة عن دليل لمن يريد زيارة المسجد الأقصى والتعرف على معالمه بشكل منفرد. ، والكتاب الثالث يخبرنا عنه الجلاد: "ألفته في رمضان عام ٢٠١٥ بعنوان (كن أقصى يمشي على الأرض)، جاءتني فكرة تأليف الكتاب من حوار جرى أمامي بين أحد الشيوخ وسائل له عن كيفية نصر المسجد الأقصى فأجاب الشيخ ب "كن أقصى يمشي على الأرض.."، الإجابة ملخصة وصحيحة، ولكن تحتاج لتوضيح وشرح لذلك استعرضت في الكتاب شرح هذه الجملة، فإن أردت نصرة الأقصى كن مقدسًا مثله، ثابتًا كصخرته شامخًا كمآذنه، وهو كتاب عزيز علي تبعًا لأنني ألفته في شهر مبارك واجتهدت فيه كثيرًا".


اقرأ أيضًا: سماح محاميد: مرابطة مقدسية بتهمة "العنيدة"


بالحديث عن الكتب فرق الدكتور محمد الجلاد بين المعرفة الإلكترونية والمعرفة المأخوذة من الكتب، فيقول: "إن المعرفة الإلكترونية هي معرفة جزئية وسطحية ومقتضبة إلى حد ما، ولكنها تتميز بسرعة الانتشار وسهولة الحصول عليها، في المقابل، فإن المعرفة المأخوذة من الكتب هي معرفة عمودية وأكثر عمقًا، يمكن للإنسان من خلالها أن يحصل على صورة أوسع وأكثر عمقًا حول قضية المسجد الأقصى".

وشدد الجلاد في ذات الوقت أنه يجب المزاوجة بين المسلكين المعرفيين؛ فيجب أخذ العلم من الكتب لتكوين صورة أعمق وأدق وأشمل وأوسع ،وفي الوقت ذاته أيجب عدم اهمال أخذ العلم من المعارف الإلكترونية حتى يواكب طالب العلم آخر التطورات خصوصًا تلك المتعلقة بالانتهاكات والاقتحامات اليومية، والأحداث الجارية التي يقوم بها الاحتلال يوميًا بحق المسجد الأقصى.

| كيف ننصر المسجد الأقصى المبارك؟

IMG-20221030-WA0005.jpg
الأستاذ محمد الجلاد مع رفاقه الذين يعكفون على نصرة المسجد الأقصى

كثيرًا ما يسمع الشيخ سؤال كيف يمكننا نصرة المسجد الأقصى؟ فيجيب: "بالدرجة الأولى بالطبع الرباط، والوجود فيه والدفاع عنه قلبًا وقالبًا، ما استطاع الإنسان لذلك سبيلًا، وهذا الكلام بالطبع ينطبق على من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى مثل أهل الداخل والمقدسيين، ولكن في حال من كان لا يستطيع الوصول من أهل الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى من هو خارج فلسطين، فأقول الحثّ على الرباط والدعوة والمساعدة على ذلك، فكما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - "من جهز غازيًا فقد غزا"، وكذلك الحال مع المسجد الأقصى، حثّ الناس ودعوتهم للرباط هناك ممن يستطيع الوصول ومساعدتم في ذلك هو من أعظم النصرة للمسجد الأقصى والقدس،بالاضافة إلى حثّ والدين على الذهاب، فكبار السن أقدر على الوصول منا،  والمساهمة أيضاً في تسيير الرحلات إلى المسجد الأقصى معنويًا أو ماديًا".

يكمل الجلاد: "دافع عن المسجد الأقصى ورابط فيه بشتى الطرق المتاحة، وأسهلها الرباط الإلكتروني أخبر الناس عن المسجد الأقصى، عرّف الجمهور العربي ما يحدث في داخله، وشاركهم الانتهاكات التي يتعرض لها ، لكشف مكائد الاحتلال ، وكذلك الاحتلال يحاول إبعادنا عن المسجد الأقصى من خلال اختراق أخلاقنا وثقافتنا، بشكل أو بآخر، وهنا نستذكر "أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتين من قبلك". لذلك التحلي بالخلق القويم والالتزام بتعاليم الدين وحث المقربين والناس والمجتمع عليها شكل من أشكال نصرة المسجد الأقصى".


اقرأ أيضًا: كيف أصبحت هنادي الحلواني المرأة الأخطر في مدينة القدس؟

| جيل التحرير

2-16.jpg
محمد الجلاء مع أطفاله لتعريفهم على معالم المسجد الأقصى

تعتبر البذور الجزء الأهم في الثمرة، فالعناية بها وزراعتها بالشكل الصحيح وتنشئتها كما يجب ، تجعل منها نواة لثمار كثيرة ولشجرة تؤتي أُكلها كما يجب، وكذلك الأطفال وتنشئتهم على حب المسجد الاقصى ، فهم البذرة الأولى للجيل القادم بل لأجيال ستحرر المسجد الاقصى بإذن الله .

في هذا الصدد يشاركنا ضيفنا الكاتب الجلاد تجربته الخاصة مع أبنائه في طريقة تربيتهم وتنشئتهم على حب الأقصى، ويردف لنا عدة طرق في تعليم الأبناء حب المسجد الأقصى، ومراحلها:

| الدعاء: دعائي المستمر لهم أنا وزوجتي لهم بأن يكونوا على قدر حمل أمانة المسجد الأقصى، وأن يدفعهم عن الفتن ويجعلهم خير ذرية لأجل المسجد الأقصى ونصرته وتحريره وتصفية نياتهم في جهادهم هذا .

| القدوة الحسنة: أن أكون أنا وأمهم لهم مثالاً للقدوة الحسنة، فعندما يرون حبنا للمسجد الأقصى و كيف نكتب عنه ونحكي عنه وندعو له ونعمل لأجله، فهذه أهم الطرق لغرس القيم المرجوة فيهم.

عرض القصص المخصصة عن القدس: استخدام الوسائل المناسبة لعمر الأطفال وأفضلها القصص والألعاب التعليمية مثل البازلز والتلوين وغيرها من ألعاب تخص المسجد الأقصى، وهناك مؤسسات متخصصة بإصدار ألعاب وقصص حول المسجد الأقصى تخص الأطفال، ودائمًا أحرص على أن أجلب لهم كل جديد من هذه الإصدارات وأن نقرأ لهم أنا وأمهم بأنفسنا لنسرح ونوضح ونردف المزيد من المعلومات".

| اصطحابهم في الجولات: وبعد هذه المراحل تأتي مرحلة التطبيق العملي بأنفسهم لنصرة المسجد الأقصى، فأصحبهم لأي نشاط مناسب لهم يخص الأقصى، سواء في الجولات التعريفية أم الندوات التعليمية، وأجعلهم يصورون مقاطع لهم يشرحون فيها عن المعالم ويرشدون الناس بأنفسهم، وألتقط لهم هناك الصور حتى أصنع لهم ذكريات مع المسجد الأقصى، وعلى صعيدي الشخصي أذكر صورة ابني حسن مع أحد أشجار المسجد الأقصى، وقد التقطت له صورة معها في كل عام حتى أصبحت تعني له بشكل كبير، وكذلك من المهم أن أشتري لهم أشياء من البلدة القديمة للقدس يأخذونها معهم ويحتفظون بها لتعزز محبتهم وتعلقهم بالمسجد الأقصى".

في الختام، تحدث الدكتور الجلاد عن الجدران التي تحيط بنا والتي تمنعنا من نصرة الأقصى، وهي جدران أخطر من الاحتلال وظلمه وهي جدران الجهل والخوف، الجهل بالمسجد الأقصى وقدسيته، والخوف على المصالح الشخصية وتضررها، وبالتالي كسر هذا الجدار والبدء من الذات في تقويمها وتصحيحها هو أولى خطوات تحرير المسجد الأقصى وأهمها.